تاج روايه أحمر شفاه على ياقة بيضاء

القائمة الرئيسية

الصفحات

روايه أحمر شفاه على ياقة بيضاء

 


اهداء الى الكاتب الكبير واﻻعلامى العظيم=ابراهيم عيسي 

اهداء للكاتبه الكبيره فريده الحلوانى ومتابعيها      

قريبا كتب احمد السيد مناقشات    

 روايه أحمر شفاه على ياقة بيضاء

كانت حفلة اليخت "بلو مون" في الجونة هي حديث الموسم. الموسيقى تصدح، والمشروبات تتدفق كالأنهار، والوجوه اللامعة تضحك بصوت عالٍ. وسط هذا الصخب، كان "كريم"، المهندس المعماري الشاب والطموح، يقف وحيداً عند الحافة، يتأمل انعكاس القمر على المياه السوداء، ممسكاً بكأس لم يشرب منه. كريم كان متزوجاً حديثاً من "منى"، ابنة شريكه في الشركة، زواج عقل ومصلحة أكثر منه زواج حب، وكان يشعر بالاختناق.

red-lipstick-on-a-white-collar
 روايه أحمر شفاه على ياقة بيضاء


روايات اخرى

فجأة، شعر برائحة عطر "شانيل" طاغية تقتحم وحدته، تبعتها يد ناعمة وضعت سيجارة رفيعة بين شفتيه.
"هل لديك قداحة يا وسيم؟"
التفت كريم ليرى صاحبة الصوت. كانت امرأة تحبس الأنفاس. فستان أحمر ناري مفتوح الظهر يكشف عن بشرة برونزية ناعمة، وشعر أسود فاحم ينسدل على كتفيها، وعينان واسعتان تحملان نظرة جريئة وتحدياً صريحاً.
أشعل لها كريم السيجارة ويده ترتجف قليلاً. نفثت الدخان في وجهه ببطء وهي تبتسم: "أنا (لارا).. وأنت تبدو كرجل يبحث عن مشكلة."

من تلك اللحظة، سقط كريم في شباك لارا. كانت تعرف كيف تلعب به. لقاءات سرية في فيلتها المنعزلة، رسائل غامضة، ولمسات عابرة تشعل النيران في جسده. لارا لم تكن مجرد عشيقة، كانت إعصاراً. كانت متزوجة من "عصام"، رجل أعمال مسن وفاحش الثراء، وكانت تشكو لكريم دائماً من قسوته وغيرته المريضة، وتلمح له بذكاء أنثوي ماكر: "لو كنت حرة يا كريم.. كنا سنسافر العالم معاً. لكن عصام.. عصام لن يطلقني أبداً. هو يفضل قتلي على تركي."

في ليلة صيفية حارة، كانت لارا في أحضان كريم في فيلتها، تهمس في أذنه وهي تمرر أصابعها على صدره: "عصام مسافر غداً إلى لندن. سيعود بعد أسبوع. لكنه يحتفظ بمبلغ ضخم من المال في خزنته.. وسيولة تكفينا لنبدأ حياة جديدة في إيطاليا. هل تجرؤ يا كريم؟ هل تحبني بما يكفي لتأخذني وتنقذني؟"

كانت الخطة التي رسمتها لارا بسيطة ومغرية: كريم يدخل الفيلا الليلة (فهي ستترك باب المطبخ مفتوحاً)، يفتح الخزنة (هي ستعطيه الرقم)، يأخذ المال، ثم يهربان سوياً في الفجر قبل أن يكتشف أحد.
"مجرد سرقة يا كريم.. حقنا في السعادة،" قالت وهي تطبع قبلة طويلة وحارة على شفتيه، تاركة أثر أحمر شفاه قرمزي على ياقة قميصه الأبيض، كختم ملكية.. أو كحكم بالإعدام.

وافق كريم، مخموراً بالحب والشهوة.
في الموعد المحدد، تسلل كريم للفيلا. كان الظلام دامساً. وجد باب المطبخ مفتوحاً كما وعدت. صعد للطابق العلوي حيث الخزنة. قلبه يدق بعنف.
وصل للخزنة، وأدار الأرقام.. انفتحت.
لكن الخزنة كانت فارغة!
لا مال.. لا مجوهرات. فقط "مسدس" أسود بكاتم صوت موضوع في المنتصف.

تجمد كريم. ما هذا؟
فجأة، أضاءت أنوار الغرفة بقوة.
استدار كريم ليجد "عصام" (الزوج الذي من المفترض أنه في لندن) جالساً على الكرسي الهزاز، يبتسم ببرود، ويصور كريم بكاميرا فيديو مثبتة على الحامل.
ولكن المفاجأة الأكبر.. كانت "لارا" تقف بجوار زوجها، تبتسم نفس الابتسامة الماكرة، وترتدي فستاناً أبيض بريئاً.

"أهلاً يا بشمهندس،" قال عصام بصوت هادئ. "لارا أخبرتني بكل شيء. أخبرتني أنك تلاحقها، وأنك هددتها بالقتل إذا لم تعطك مفتاح الخزنة لسرقتي."
صرخ كريم: "أنتِ كاذبة! هي التي خططت لكل شيء! هي التي أغرتني!"
ضحكت لارا ضحكة ناعمة، واقتربت من زوجها، وضعت رأسها على كتفه: "هل تصدقه يا حبيبي؟ أنظر إليه، لص وضيع."

فهم كريم اللعبة القذرة. لارا لم تكن تريد الهروب معه. لارا وعصام شريكان!
عصام يريد التخلص من شريكه في مناقصة كبيرة (والد زوجة كريم)، وأفضل طريقة هي تدمير سمعة كريم (صهر الشريك) وسجنه بتهمة السرقة والتهديد بالقتل، مما يضعف موقف الشريك في السوق ويدمره معنوياً.
ولارا.. كانت الطعم الجميل الذي استدرج كريم للفخ.

قال عصام وهو يمسك هاتفه: "الشرطة في الطريق. الفيديو يظهرك وأنت تفتح خزن تي وتمد يدك للسلاح. حكم مؤكد بـ 10 سنوات على الأقل."

شعر كريم باليأس. حياته انتهت. نظر إلى لارا، تلك الأفعى الجميلة. نظر إلى ياقة قميصه في المرآة.. رأى أثر "أحمر الشفاه" القرمزي الذي تركته عليه قبل ساعات.
ابتسم كريم فجأة. ابتسامة ذئب محاصر قرر أن يعض.

"حسناً يا عصام بيه،" قال كريم بهدوء وهو يخرج هاتفه من جيبه. "أنت صورت فيديو لي وأنا أسرق. ممتاز. لكن هل صورت الفيديو الذي سأرسله الآن لزوجتك السابقة وللصحافة؟"
ارتبك عصام: "ماذا تقصد؟"

رفع كريم ياقته ليشير لأحمر الشفاه: "هذا اللون.. (Rouge Noir) من شانيل، درجة نادرة جداً ومميزة، لارا فقط تضعها. والبصمة الجينية للحمض النووي (DNA) من لعابها موجودة عليه."
ثم أكمل بضربة قاضية: "والأهم.. أنا مهندس يا عصام بيه. أنا لا أثق بالنساء الجميلات بسهولة. أنا سجلت كل محادثاتنا.. كل كلمة.. كل إغراء.. كل تخطيط للسرقة بصوت لارا وهي في منزلي.. على سحابة إلكترونية (Cloud) تترسل تلقائياً لو لم أوقفها كل ساعة."

شحب وجه لارا. نظرت لعصام برعب. التسجيلات ستثبت أنها هي المحرضة، وأنها كانت تخون زوجها بالفعل (وهو ما لم يكن عصام يعرفه، كان يظن أنها تمثل عليه فقط لاستدراجه، لكن التسجيلات ستكشف تفاصيل حميمة وحقيقية جداً تثبت الخيانة الكاملة).

نظر عصام لزوجته بغضب وحقد: "كنتِ تخونينني بجد؟ لم يكن تمثيلاً؟"
تراجعت لارا: "عصام.. اسمعني.."
صفعها عصام صفعة قوية أسقطتها أرضاً.

استغل كريم اللحظة. "الشرطة على الباب يا عصام. إما أن نتفق، أو نفضح الجميع. أنا أسجن بتهمة الشروع في سرقة، وأنت تفضح كديوث، وزوجتك تسجن كشريكة ومحرضة."

ساد صمت ثقيل في الغرفة، كسره صوت سارينة الشرطة تقترب.
نظر عصام لكريم بكره، ثم أشار للباب الخلفي: "اخرج من هنا. الفيديو سيختفي."
ثم نظر لزوجته الملقاة على الأرض نظرة وعيد: "أما أنتِ.. فحسابنا بعدين."

خرج كريم من الفيلا يركض في هواء الجونة الساخن. ركب سيارته وانطلق مبتعداً.
نظر في مرآة السيارة، ومسح أثر أحمر الشفاه بعنف بمنديل ورقي ورماه من الشباك.
لقد نجا من الفخ، لكنه تعلم الدرس الأقسى في حياته:
في عالم الكبار، الجمال هو السلاح الأخطر، والقبلة قد تكون أحياناً.. رصاصة كاتمة للصوت.


للكاتب / هيتشكوك مصر
اهداء الى الكاتب الكبير واﻻعلامى العظيم=ابراهيم عيسي 
اهداء للكاتبه الكبيره فريده الحلوانى ومتابعيها 
اكبر مجموعه روايات على موقعنا وبوك سيلر ممتاز 
هلى تحميل كتاب ابونا متى المسكين ضمن مجموعات بوك سيلر انتظرونا المقاله القادمه
اشترك من هنا قصص لك الروايه اليوميه تابعنا اضغط من هنا👇
👇

👈👉
  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
طريقه نت

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق